1- مبادرات فكرية قبل الفلسفة؛ كيف مهدت الأساطير والملاحم الشعرية لظهور الفلسفة؟

كانت الملحمة هي وسيلة الشعوب في سرد عاداتها وبطولاتها وتاريخها من خلال العديد من أبيات الشعر ذات الموسيقى اللغوية، كما أنها تحاول أن تضع ما يشبه النظام الأخلاقي من خلال العَبر والحكم التي تقدمها - بشكل ضمني - في قصصها؛ فالبطل الشجاع ذو الأخلاق الحميدة لا بد وأنه سينتصر في النهاية، بينما كل من يرتكب فعلا خاطئًا سينتهي به الحال نهاية سيئة يستحقها.

كذلك تصور الملحمة العديد من المشاعر الإنسانية التي يمر بها المرء على مدار حياته؛ أهمها الموت لما يثيره من ألم ينتج عن فقد المرء لمن يحب، وما يثيره أيضًا من تساؤلات عما يحدث وراء الموت، هكذا تجد الملحمة نفسها تحاول سرد وتفسير العلاقات الإنسانية والعلاقات الدينية - بين الإنسان والآلهة - ، بل والعلاقات السياسية أيضًا نتيجة الحروب التي كانت تقع بين الشعوب وبعضها البعض.

وعلى الرغم من الاعتقاد السائد - حتى منتصف القرن التاسع عشر - أن الإرث الملحمي كانت بدايته وأساسه هو الملاحم الإغريقية واليونانية، لا سيما مع الملحمة الأشهر لتلك الحضارة التي تُسمي (الإلياذة )؛ فقد جاء اكتشاف ملحمة (جلجامش ) ليغير وجهة النظر تلك تمامًا؛ فبعد أن كان إرث الحضارة البابلية يتلخص في اهتمامهم بالفلك وتركهم لمعالم أثرية وحجرية ضخمة، فقد ظهرت ملحمة (جلجامش ) ، لا لتكشف الإرث الأدبي الذي تركته تلك الحضارة، بل لتكشف أيضًا عن تأثيرها على الملاحم الإغريقية نفسها، وتأثر تلك الأخيرة بها.

2- ملحمة جلجامش:

تحكي الملحمة عن (جلجامش ) ملك مدينة (أوروك )، الذي ولد لأم من الآلهة، وأب من البشر، ونتيجة لكونه نصف إله كان جلجامش حاكمًا جبَّارًا وديكتاتورًا يفرض على شعبه العديد من القوانين والواجبات شديدة الظلم والصرامة؛ وقد كان أسوأها هو تلك الضريبة الاجتماعيَّة والتي تُسمي (حقوق السيد ) ، والتي كانت تقتضي أن يدخل (جلجامش ) على الفتيات قبل أزواجهن.

وأمام تضرعات أهل المدينة للآلهة، خلقت إحدى الآلهات وتدعى (أورور إلهة الصباح ) إنسانًا يدعى ( إنكيدو ) ، وأرسلته إليهم كي يتمكن من تخليصهم من بطش (جلجامش ) وظلمه، وفي إحدى حفلات الزفاف يقف (إنكيدو ) على باب غرفة العروس ليمنع (جلجامش ) ويحاول إيقافه عن الاستمرار في ذلك التقليد الظالم؛ ليدخل الاثنان في صراع ينتهي بهزيمة (إنكيدو ) الذي يعترف بتفوق (جلجامش ) عليه، ويتحول الاثنان بعد ذلك إلي صديقين حميمين يخوضان المعارك والحروب معًا، ويقوم كل منهما بحماية الآخر.

لكن (عشتار ) الإلهة التي وقعت في غرام (جلجامش ) لكنه رفض الزواج منها، تنتقم منه - نتيجة عصيانه - فترسل لهما وحشًا ليؤدِّبهماا، وينتهي العراك بموت (إنكيدو ) . حينها ينهار (جلجامش ) نتيجة لموت صديقه، ويتمنى الموت لنفسه أيضًا، لكنه سرعان ما يعود لرشده ويبدأ البحث في أسباب الفناء والموت وكيفية الخلود، لكنه على الرغم من سعيه ومحاولاته العديدة كي يحصل على الخلود يدرك في النهاية أن الإنسان زائل لا محالة، وأن الخلود ليس من صفات الناس، بل من صفات الآلهة، وكل ما يستطيع الإنسان فعله هو أن يخلد اسمه إما من خلال عائلته أو من خلال أعماله الجبارة أو الحسنة التي تبقى شاهدة عليه مدى الدهر.

3- الأوديسة؛ الملحمة اليونانية:

4- سقراط؛ البداية الحقيقية للفلسفة:

5- أفلاطون 427 – 348 ق.م:

6- المعلم الأول؛ أرسطو 384 – 322 ق.م:

7- الفلسفة العربية الإسلامية:

8- حرية الإرادة وظهور المزيد من الفرق:

9- الفلسفة في العصر الوسيط:

10- - القديس توما الإكويني 1225 – 1274 م:

11- أبو الفلسفة الحديثة؛ رينيه ديكارت (1596 – 1650 م ):

12- جميعنا لا يدرك أهمية الفلسفة في حياتنا اليومية، بل يتم النظر إليها على أنَّها مادة أكاديمية محل اهتمام الفلاسفة والباحثين فقط وليس لنا حاجة إلى الاهتمام بها؛ لكن ما إن نقف قليلا أمام بعض أفكارنا ومعتقدانا كي نتأكد منها، نجد أننا في حاجة إلى كل ما تحدث عن الفلاسفة من المنطق ونظرية المعرفة ومناهج البحث والتفكير.